▪︎لطالما حاولت الروايات العربية المتأخرة إعطاء إجابات شافية حول هوية يوليان حاكم سبتة.. والحديث أيضا عن دوره الحاسم الذي مهد لدخول الأندلس.. لكن هذه الروايات للأسف تبقى بعيدة عن الصواب.. خصوصا أنها تناقض بعضها البعض.. كما أنها -نسبيا- متأخرة جدا عن الأحداث التي تسردها..
▪︎ فأحد أهم المصادر وهو تاريخ_ابن_القوطية الذي كُتب في العقود الأخيرة من الألفية الأولى الميلادية..
▪︎نذكر.. أن أول مؤرخ عربي وثق شخصية يوليان هو أبو عبد الله الواقدي.. لكن يبدو أن الواقدي كان لا يزال صبيا لا يتجاوز العاشرة.. في وقت كانت فيه هذه الوثيقة قد كتبت بالفعل…
▪︎ يسميها المؤرخون “سجلات عام 754” أو “السجلات المستعربة”.. وهي مجموعة كتابات من 59 قسما باللغة اللاتينية وبالأبجدية القوطية-الغربية.. كتبها مؤرخ مستعرب مجهول الإسم.. عاش تحت الحكم الإسلامي للأندلس في قرطبة أو طليلطة.. واشتهرت بعد أن اعتمدها المؤرخ روجر كولينز عام 1989م كمصدر_أساسي لدراسة تاريخ الأندلس.. ومنذ ذلك الحين اعتبرت أفضل مصدر يتحدث على انهيار القوط و غزو الأندلس…
▪︎ إن المادة التاريخية التي تتضمنها هذه السجلات غنية جدا ومفصلة.. لكن المهم بالنسبة لنا هو المنظور الفريد التي تقدمه عن شخصية يوليان_حاكم_سبتة التي تعرضت لتنميط وتشويه في الروايات العربية…
▪︎ ففي المقطع التي تتحدث فيه هذه السجلات عن يوليان فهي تقدمه كحاكم لمدينة سبتة. من أصل نبيل محلي أفريقي (أمازيغي).. وأنه يعتنق الديانة المسيحية كما أنها لا تجعل له أي صلة بالقوط.. ثم إننا نجد أن يوليان ليس سوى الإسم الذي عرفه به القوط ثم عرفه المؤرخون العرب عنهم فتناقلوه.. بل إن اسمه المحلي الحقيقي هو “أوربانو“.. وبالفعل كما تروي الروايات العربية فقد كان تدخله عاملا محفزا لفتح الأندلس.. خصوصا أنه كان ذو ثراء فاحش.. كما أنه في وقت ما قام بإرسال سفارة لموسى بن نصير..
▪︎ المقطع الذي يتضمن هذه الإشارات:
▪︎ “”خلال هذه المدة….711 من العصر المسيحي…. بينما دمرت الحملات المذكورة أعلاه إسبانيا وأصبحت تحت هجوم شديد ليس فقط من قبل الأعداء الأجانب، ولكن أيضًا نتيجة الصراعات الداخلية، يقبل موسى مشورة أوربانو ، وهو رجل من سلالة نبيلة للغاية، من منطقة إفريقيا، و قد نشأ على العقيدة الكاثوليكية، و هكذا رافقه عبر جميع المقاطعات الإسبانية، ويقبل عن طيب خاطر دفع ضريبة ولا يلقي لذلك اهتماما، لأنها لا تساوي شيئا أمام ثروته الكبيرة “”…
▪︎ من الجدير بالذكر أن إشارات مشابهة لمحتوى هذا السجل قد ورد في بعض التواريخ الأخرى.. الشيء الذي يساعدنا في إعادة خلق توازن في فهم أمثال هذه الشخصيات التاريخية.. عبر إلقاء نظرة على وجهة نظر القوط وتجنب الإكتفاء بوجهة نظر من اتجاه واحد.. كما أن المخطوطات الأصلية لهذا السجل موجودة في ثلاثة مجموعات.. أقدمها يرجع القرن التاسع الميلادي.. وهي موزعة بين المكتبة البريطانية والأكاديمية الملكية للتاريخ بمدريد..
More Stories
من يكون طارق بن زياد الحقيقي؟
قالوا ⵏⵏⴰⵏ عن المغرب و المغاربة.. ابن بطوطة
شخصيات مورية مغربية: ابن سليمان الروداني